الرشوة : تعريفها لغة واصطلاحا، عناصرها، مفهوم الرشوة، حكم الرشوة في الإسلام، خطورتها، بعض أشكالها، كيفيّة التعامل معها - تعريف

الرشوة

تعريفها لغةً واصطلاحاً، عناصرها، مفهوم الرشوة، حكم الرشوة في الإسلام، خطورتها، بعض أشكالها، كيفيّة التعامل معها.

I.            تعريف الرشوة لغةً واصطلاحاً

v الرشوة لغة : من الرشاء المتوصل به إلى ماء البئر.

v اصطلاحا هي : ما يعطيه الشخص لحاكم أو غيره ليحكم له، أو يحمله على ما يريد.

II.            عناصرها

v الراشي : هو المعطي للرشوة.

v المرتشي : الآخذ لها.

v الرائش : الوسيط بينهما.

III.            مفهوم الرشوة

تُعدّ الرشوة من الأمور التي قد تشكلُ ظاهرة في بعض المجتمعات، التي يسودها الفساد الأخلاقي والإداري في السلك الوظيفي خاصة، ويُقال في اللغة العربيّة رشا أي قدم له الرشوة، والمراشاة تعني المحاباة والتحيّز، والرشوة جمعها رَشَوات، ورَشْوات، ورَشَاوَى، ويُقال إنّ رشْوَة بفتح الراء، أو كسرها، أو ضمها، تعني ما يُعطى من مال بدون وجه حقّ لتحقيق مصلحة ما، أو رفع شأن الباطل ودحر الحق، كما تُستخدم لفظة الرشوة بقول رش الدلو؛ أي جعل له رشاء أو حبل يصل به إلى الماء.

تُسمى خيوط اليقطين وخيوط الأعناب بالرشوة عندما تتفرع وتطول أغصانها لتشبه في ذلك الحبال، ويتضح أنّ استخدام لفظة الرشوة لتبيّن دفع المال من أجل مصلحة ما بصورة غير شرعيّة أو قانونيّة مُستمدة من معنى كلمة الرشوة، حيث يصنع الراشي بماله حبالاً ليصل إلى غايته.

IV.            حكم الرشوة في الإسلام

لعن الرسول صلى الله عليه وسلم الرشوة؛ لما لها من دور بالغ في هضم حقوق العباد، ونشر الفساد والظلم في الأرض، والراشي من يُقدم الرشوة ويعرضها، والمرتشي من يقبلها، أما الرائش فهو الشخص الذي يلعب دور الوساطة بينهما، كما يُمكن استنباط حُرمة الرشوة وبطلانها، من خلال عدة مواضع في القرآن الكريم كقوله سبحانه وتعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 188].

V.            خطورة الرشوة

v أكل حقوق الناس، وبغي القوي على الضعيف.

v انتشار الرذائل، واستسهال الناس القيام بها، أو عدم انتقادها والسكوت عنها.

v تدمير مؤسسات الدولة من خلال تجاوز قوانين العمل المتعارف عليها دولياً، والقوانين الداخليّة المعمول بها في الدول والمؤسسة.

v تراجع أداء الموظفين العاملين في الدوائر الحكوميّة، أو الشركات الخاصة، وذلك لأنّ الموظف الصالح سيحدّث نفسه مراراً حول مدى جدوى الاجتهاد والاستقامة إذا كان الباطل مُنتشراً.

v زعزعة تماسك المُجتمع.

v قتل روح الإبداع والسعي للأفضل لدى عموم الأفراد، ولا يقتصر الحديث على العاملين أو الموظفين فقط، بل يشمل ذلك أموراً أخرى، كالرشوة التي يُقدمها مُتسابق في مجال ما للجهة المُنظِمة لإعلان فوزه على حساب تَقَدُم المبدع الحقيقي الذي يستحق الجائزة.

VI.            بعض أشكال الرشوة

v رشوة مواطن للمجلس البلدي، لتزويد منزله بكميات أكبر من الماء مثلاً، دون فعل الأمر نفسه مع بقية المنازل في الحي.

v تقديم الطالب المال لأستاذه بالجامعة للحصول على معدل النجاح.

v رشوة بعض الأشخاص لإدارة الجامعة للحصول على شهادة مُزوّرة.

v دفع أحدهم المال والامتيازات لمتنفذ ما لإيذاء شخص آخر تجمعه به خصومة طويلة.

v رشوة القاضي لتبديل حكمه العادل في قضية ما، أو رشوة الشهود لقول شهادة زور وبُهتان.

VII.            كيفيّة التعامل مع الرشوة

v رفض الرشوة، ودعوة الراشي للتراجع.

v نهي الآخرين عن تعاملهم مع الراشي.

v إعلام الجهات الرقابية في حال عدم ارتداع من تم تحذيرهم بالمعروف، ويُفضل أن يمتلك الشخص دليلاً واضحاً وقاطعاً حول تورط بعض الجهات بالرشوة، لا سيما إن تعلق الأمر بمسؤول رفيع المستوى في الدولة.

v الاكتفاء بمحاولة النهي عن الرشوة، أو الثبات على الموقف الرافض للرشوة إن كان إعلام الجهات الرقابية يُلحق الأذى الفعلي بالشخص، مع ضرورة اغتنام الفرصة المناسبة للقيام بذلك.

"شكراً جزيلاً لقناة معلومة صح  والمبدع أحمد بن عبد الله المحمود (بتصرف)".